مع اقتراب العيد.. "صواريخ أرض جو ودبابات وقنابل وراجمات"بين أيدي الأطفال والسعر بين 10 ليرات وألفي ليرة

بائع مفرقعات: خط التهريب من الصين الى لبنان الى مضايا الى القابون بدمشق

الداخلية تحذر والصحة تستنفر والمحافظة تحدد ساحات اللعب... والباعة لا يكترثون

بينما قصد الشاب(محمد) سوق التهريب في منطقة القابون بدمشق واشترى كمية كبيرة من المفرقعات والألعاب النارية استعدادا لبيعها للأطفال في العيد.

وفي ذات الوقت أصدرت وزارة الداخلية تعميماً حثت فيه المواطنين الامتناع عن اطلاق الألعاب النارية أو استيرادها أو بيعها أو تخزينها.

بدوره نصب الشاب (فراس) أرجوحته في إحدى ساحات حيه أملاً بجني المال منها أيام العيد، في ذات الوقت كانت محافظة دمشق تسطر تعليماتها محذرة من نصب المراجيح وألعاب العيد في غير الساحات التي خصصتها لذلك.

استعدادات متعاكسة، والأخطار لا تتوقف على الألعاب والمفرقعات، بل تمتد الى كثير من أنواع الأطعمة التي تباع في العيد على الطرقات والبسطات، هذا دفع وزارة الصحة لتكثف من استعداداتها وجاهزية مشافيها لاستقبال أي حالات محتملة.

الاستعدادات على قدم وساق

كشف الشاب الشاب محمد (18 سنة) لسيريانيوز بأنه سيفتح باب منزله -موجود في أحد الأحياء الشعبية- لبيع المفرقعات للأطفال خلال العيد الذي "لا تكتمل فرحته من دونها" حسب قوله، وحجة محمد ان "عيد الفطر والأضحى وحتى شهر رمضان مرتبطون بالمفرقعات كإحدى المظاهر التي اعتدنا عليها في صباح كل عيد أو مساء كل يوم من شهر رمضان، ونتيجة صعوبة الحصول عليها، قررت الذهاب إلى المكان المخصص لبيعها واشتريت كمية لا بأس بها لبيعها في هذه المناسبات".

وعن مكان الشراء ومصدر المفرقعات، قال محمد" بعد الاستفسارات علمت أن سوق التهريب في القابون يبيعها على البسطات المخبأة في الحارات الضيقة وداخل بعض المنازل، وعندها ذهبت إلى هناك استقبلني مجموعة من الشباب ليسألوني عن طلبي إن كان مفرقعات أو غيرها من الأمور، حتى قادني أحدهم إلى بيت مليء بها واخترت ما أريد ثم خرجت مثلما دخلت".

من الصين لمضايا حتى القابون

أما عن مصدر المفرقعات الأساسي، فقال محمد إن " بائعي منطقة القابون يشترون بضاعتهم من المفرقعات من سوق التهريب في مضايا وهو سوق مشهور يمكنك الحصول منه على سلاح إن شئت وبسهولة" مشيراً إلى أن تجار مضايا يحصلون على المفرقعات من الصين مباشرةً بالتهريب أو من لبنان".

وحول أسعار المفرقعات ، قال محمد إن "أسعار المفرقعات تتراوح من 10 ليرات سورية (كروز نوعية الغزال) مروراً بمئات الليرات (نوعية أرض جو ودبابة وقنابل) وصولاً إلى 1800 ليرة وما فوق كسعر للقطعة الواحدة منها (راجمة الألعاب النارية)".

تحذيرات الداخلية

وقال العميد محمد الفاعوري في وزارة الداخلية لسيريانيوز إنه" لا يمكن لأحدهم أن يتجرأ ويسرق فرحة الأطفال في العيد لذلك قامت وزارة الداخلية بتوجيه جميع أقسام الشرطة كي تكون على استعداد دائم للتدخل بسرعة في حال وجود خلافات أو مشاكل تنغص على الأطفال فرحتهم"مضيفاً" وأيضا قمنا بتحذير المواطنين من استخدام العربات والطنابر لخطورتها".
وعن المفرقعات وغيرها من الأمور الخطرة التي تنتشر في الأعياد، قال الفاعوري إن "وزير الداخلية أصدر تعميماً بمناسبة قرب حلول عيد الفطر السعيد ليذكر المواطنين بالامتناع عن إطلاق العيارات النارية أياً كانت الأسباب والامتناع عن إطلاق الألعاب النارية في الطرق وداخل المنازل والمحلات العامة وأماكن التجمعات والامتناع عن صنع الألعاب النارية أو استيرادها أو تصديرها أو الاتجار فيها أو بيعها أو تخزينها أو إتلافها أو نقلها من مكان إلى آخر من غير ترخيص".

وتابع الفاعوري إن "وزارة الداخلية طلبت من المواطنين التقيّد التام بذلك، والتعاون مع وحدات قوى الأمن الداخلي حرصاً على أمن الجميع وسلامتهم وراحتهم، وكل من يخالف ذلك سيعرض نفسه للمساءلة القانونية".

وأردف الفاعوري" وجهت وزارة الداخلية قادة الوحدات كافة وبصورة خاصة وحدات الأمن الجنائي والخدمة الفعلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتكليف الدوريات الراجلة والمحمولة ونشرها في الأماكن المناسبة ، والتواجد في مواقع عملها حتماً وعدم مغادرتها لأي سبب كان ، للقيام بأعمال المراقبة اللازمة وممارسة عملها في منع وقمع الجرائم وبخاصة في الأماكن المزدحمة والأسواق وأمام المصارف، وكوات الصراف الآلي إضافةً إلى التشدد في اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أصحاب المحلات التي تقوم بتصنيع الألعاب النارية أو الاتجار فيها أو بيعها أو تخزينها ، أو إتلافها أو نقلها من مكان إلى آخر من غير ترخيص" .

وأضاف الفاعوري" طلب أيضاً من الدوريات التشدد في منع إطلاق الألعاب النارية في الطرق وداخل المنازل والمحلات العامة وأماكن التجمعات".

ساحات لعب آمنة بإدارة مستقلة

بدورها حددت محافظة دمشق الساحات المسموح إقامة الألعاب بها، وقال عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق نادر بعيرة لسيريانيوز إن " المحافظة تقوم بمنع ساحات اللعب غير مرخصة وفي حال ضبطها تقوم بمصادرة الألعاب فيها من قبل قيادة الشرطة ودوائر الخدمات المختصة وشرطة المحافظة".

وتابع بعيرة إن" الهدف من تحديد ساحات معينة للعب الأطفال في العيد هو وجود ساحات ألعاب عشوائية سابقاً وبأعداد هائلة دون وجود رقابة وضبط أمني أو صحي، لذلك وجدت المحافظة أنه من الضرورة تخصيص ساحات معينة للعب بالتعاون مع دوائر الخدمات والمناطق والبلديات والمخاتير بعد رسم مخططات لمواقع الألعاب في كل منطقة تحدد مساحتها وعدد الألعاب فيها بحيث تكون هناك مسافة أمان بين كل لعبة".

وعن عوامل السلامة المتوفرة في ساحات اللعب، قال بعيرة" تم منع الأراجيح التي تستطيع الدوران 180 درجة إضافة إلى منع استخدام الحيوانات والخيول في اللعب أو استعمال وتأجير الدراجات النارية" مشيراً إلى انه "سيتم توفير سيارات إسعاف ونجدة وإطفاء وشؤون صحية لكل ساحة حسب مساحتها بطريقة تشبه الإدارة المستقلة لكل منها".

وفيما يخص آلية استئجار أصحاب الألعاب لمساحة معينة من ساحات اللعب المسموح بها، قال بعيرة إنه" يطلب من الذي يريد حجز مساحة معينة من ساحات الألعاب شروط معينة تتعلق بالسن والأهلية القانونية عدا عن بعض الشروط المتعلقة بالألعاب ذاتها" مشيراً إلى أنه يسمح وضع البسطات أو الألعاب في الأماكن المحجوزة شريطة أن لا يتم تغير المكان المحجوز طوال فترة العيد".

أطباء مناوبون وجاهزية 24 ساعة

بدورها المشافي جزء مهم وأساسي في الاستعداد لاي اخطار محتملة بالأعياد، زارت سيريانيوز مشفى المواساة بدمشق لمعرفة استعداداته وأكثر الإصابات الواردة إليه بهذه المناسبات، فقال مدير العناية المشددة في المشفى ناجي السقا أميني إنه" سيكون هناك ترتيب لجدول زمني يتضمن مناوبات الكادر الطبي ليكون المشفى على أتم استعداد مدة 24 ساعة، إضافةً إلى رفع جاهزية العناية المشددة والتركيز على الحالات الإسعافية في أقسام الإسعاف و وحدات استقبال المرضى والعناية المشددة"".

وأضاف أميني إنه "عندما كانت ساحات الألعاب عشوائية كانت الإصابات التي تأتي إلى المشفى كبيرة ومتنوعة في الأعياد إلى أنها خفت بعد التنظيم" مضيفاً إنه" بعد تنظيم الساحات أصبح عدد الواردين إلى المشفى لا يقل عن 10 يومياً أغلبهم من الأطفال".

حروق وكسور وإصابات بالعين والأذن

وعن نوعية الإصابات في العيد، قال أميني إن" أغلب الإصابات تكون حروق جلدية من الدرجة الأولى جراء اللعب بالمفرقعات أو كسور ورضوض ونزيف نتيجة حوادث السير والسقوط التي تكثر بين الأطفال في الأعياد، عدا عن إصابات العين الناتجة عن مسدسات الخرز والتي باتت تسبب التشوهات".

بدوره قال الطبيب الجراح وليد عثمان والمختص بالأنف والأذن والحنجرة في مشفى المواساة إن" الحالات الوارد للمشفى في الأعياد وضمن اختصاصي تتراوح بين جروح في الوجه نتيجة السقوط وحوادث السيارات وتأذي الأذن نتيجة المفرقعات التي تؤدي أحياناً إلى الطرش أو رضوض صوتية إن تم الانفجار بالقرب من الأذن أو بعيد عنها لكن بصوت مدوي".

وأضاف عثمان" تكثر في الأعياد حالات استخراج الأجسام الغريبة من مجرى التنفس والمريئ وخصوصاً لدى الأطفال ما يسبب انسداد بالتنفس وصعوبة البلع" محذراً الأطفال هذا العيد من " اللعب تحت أشعة الشمس الحارقة تجنباً لضربات الشمس والرعاف" وقال إنه " على الأهالي مراقبة أطفالهم أثناء لعبهم في العيد وعدم إهمالهم ودفعهم للعب داخل ساحات الألعاب المهيأة بكافة التجهيزات اللازمة ".

حازم عوض-سيريانيوز
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=121342

جزاك الله خيراً

جزاك الله خيراً

جزاك الله خيراً